انتقد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، انشغال الشباب المسلمين بأخبار الفن وبالكلام الفارغ أكثر مما يعرفونه عن السيرة النبوية مطالبا الشباب بدراسة التاريخ جيدا، وأن يحفظوا السيرة النبوية عن ظهر قلب.
وأكد الطيب فى كلمته أمس فى الاحتفال بذكرى فتح مكة بملتقى الفكر الإسلامى أن عدد القتلى فى الـ 28 معركة التى خاضها النبى لم يقتل فيها سوى عدد قليل جدا لم يحدث أن قتل مثله فى أى حروب أخرى، مرجعا ذلك لحنكة القائد العظيم النبى صلى الله عليه وسلم.
من جانبه أكد الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف، أن فى فتح مكة اكتمل الإسلام بعد أن مر بمراحل فالمرحلة الأولى كانت فى الهجرة النبوية، وبها تم كتابة شهادة ميلاد الدولة الإسلامية، ثم فى غزوة بدر كان النضج للدعوة الإسلامية ثم فى فتح مكة كان الاكتمال، مضيفا أن من الدروس المستفادة من فتح مكة هو التسامح والعفو عند المقدرة، فالنبى بعد أن دخل مكة كان يستطيع أن يجمع صناديد قريش وكبرائهم ويحكم عليهم بالإعدام قصاصاً وجزاء لما اقترفوه فى حق المسلمين على مدى عشرين عاماً، ولكن النبى عفا عنهم فهذا هو خلق الإسلام، لافتا إلى أن هذا الخلق نجده فى صلاح الدين الأيوبى حينما استرد بيت المقدس، فحينما جاء الصليبيون واحتلوا القدس وقتلوا كل من فيها من المسلمين وكانوا سبعين ألفا قال المؤرخون أن الدماء كانت تجرى أنهاراً فى شوارع القدس، لكن صلاح الدين عندما استرد بيت المقدس لم يتعامل مع أعدائه كما تعاملوا مع المسلمين رغم اعتراض البعض، ولكن صلاح الدين أرسل طبيبه الخاص لكى يعالج عدوه وأعطى أموالا لفقراء الصليبيين لكى يعودوا إلى بلادهم وذلك اقتداءً برسول الله.
وتساءل زقزوق أين التسامح بيننا الآن منتقدا الوضع فى فلسطين قائلا: الإخوة يتقاتلون فى فلسطين ويضيعون قضيتهم ، والإخوة فى الصومال وأفغانستان وباكستان يتقاتلون ويضيعون قضيتهم، مشيرا إلى أن قضايا الأمة المصيرية تاهت وانشغل الناس بالمصالح والانتماءات التى ليس من بينها الانتماء الحقيقى للإسلام، مضيفا أننا أيضا افتقدنا لغة الحوار فإذا قلت شيئا تجد من يكفرك ويخرجك عن ملة الإسلام.