[

سوف اضع بين ايديكم معجزة الاهية من معجزات الله سبحانه وتعالى لاحد انبيائة الا وهى طيور ابراهيم
عليه السلام
نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة

( وإذ قال إبراهيم رب ارني كيف تحيي الموتى قال : أولم تؤمن . قال : بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن أليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم إن الله عزيز حكيم ) ( سورة الأنبياء الآية " 51 " )
صرهن :اجمعهن . ضمهن


ولد إبراهيم عليه السلام فى بلدة فدام أرام العراقية أيام الدولة البابلية فى عصر الملك المشهور النمروذ بن كنعان وكان هذا الملك يقال له الضحاك ويقال انه ملك 400 سنة وكان جبارا ظالما طاغية دعا الناس إلى إن يعبدوه من دون الله وهو احد أربع ملكوا الدنيا
اثنان مؤمنان : ذو القرنين وسليمان
اثنان كافران : النمروذ وبختنصر
وأبو إبراهيم عليه السلام هو طارح بن ناحور وتارح هو نفسة أزر وأم إبراهيم عليه السلام اميلة بنت كرتبا وكان لهما ثلاثة أبناء
إبراهيم وناحور وهاران وهاران هو والد لوط عليه السلام فلوط هو ابن أخ سيدنا إبراهيم الخليل عليهم السلام وكان الخليل إبراهيم عليه السلام ربعة معتدل القوام وجميل الهيئة رفيع السحايا عالي الشمائل رحيما حليما رقيق القلب راجح العقل أكثر الناس شبها بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكان سخيا مثله حتى كان يكنى أيا الضيفان وكان يحرص على إن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر
اصطدم إبراهيم أول ما اصطدم بواقع اجتماعي غلب عليه الفساد فأنحرف مسلكه وضلت عقائدة وزاغت افكارة فعبد الناس الأصنام واتخذوا التماثيل واغتر الملك ارعن اغترار حتى ادعى الألوهية
( ولقد أتينا إبراهيم رشده من قبل ، وكنا به عالمين )
واخذ هذا النبي الكريم يعد نفسه ليواجة أعباء الدعوة وظروفها فى مثل مجتمعه الضال فسأل ربه سبحانه ( رب ارني كيف تحيي الموتى ؟
قال : أو لم تؤمن ؟
قال : بلى ، ولكن ليطمئن قلبي ) فأمره الله عز وجل إن يأتي بأربعة طيور ويذبحهن ويخلط بين أشلائهن ثم يجعل قطع أجسادهن على أربعة جبال ففعل إبراهيم ما أمره الله إن يفعله ونثر قسما من اللحم الذي بين يديه بعد إن قطعة ونضرة على جبل وبعضها على جبل أخر وهكذا ثم دعا الطيور إليه فأسرعت القطع بالتمايز حتى اجتمع على كل جبل أجزاء طائر واحد هنالك أقبلت عليه الطيور الأربعة ليعلم ويزداد يقينا إن الله على كل شئ قدير
الدعوة
( وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ، إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين ) ( سورة العنكبوت الآية " 16 - 18 " )
( وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم فى الحياة ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ) ( سورة العنبكوت الآية " 25 " )
ومعنى مودة بينكم : اى أنهم تحابوا وتوادوا على عبادتها واجتمعوا عليها .
وتوجه إبراهيم فى بدء الدعوة إلى أهله الاقربين فتلطف إلى ابعد حد وهو يعرضها على والده
( يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يضر عنك شيئا ، يا أبت أنى قد جاءني من العلم ما لم يأتك فأتبعني أهدك صراطا سويا ،
يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا ، يا أبت أنى أخاف إن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا ، قال أراغب أنت عن الهتى يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا ، قال سلام عليك سأستغفر لك ربى انه كان بي حفيا ، واعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربى عسى إلا أكون بدعاء ربى شقيا ) ( سورة مريم الآية " 42 - 48 " )
واهجرنى مليا : المدة الطويلة
حفيا : لطيفا ومكرما
كان يعمد إبراهيم عليه السلام فى دعوته إلى البيان أو التلطف وأحيانا يقول ولا يوارى ويعلنها بصراحة حتى مع أبيه
( وإذا قال إبراهيم لأبيه أزر أتتخذ أصناما آلهة أنى أراك وقومك فى ضلال مبين ) (سورة الأنعام الآية " 74 " )
وأحيانا كان بجنح إلى المناظرة وأراد إن يناظر أهل حران ومن اجل إن يوفر لنفسه حجة قوية رأى فى الليل كوكبا فنظر إليه وقال والقوم يرمقونه :
هذا ربى . ثم لم يلبث الكوكب إن غاب فقال إبراهيم : أنت لست بأهل إن تعبد وقال أنا لا أحب الآفلين
( فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربى فلما أفل قال لئن يهدني ربى لأكونن من القوم الضالين ، فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربى هذا اكبر فلما افلت قال يا قوم أنى برئ مما تشركون ، أنى وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ) ( سورة الأنعام الآية " 76 - 79 " ) كان هذا الصنيع نع أهل حران وكانوا يعبدون الكواكب فأبان لهم ( بالوسائل المعينة ) وبطريقة عملية تمثيلية فساد ما هم عليه وكان لإبراهيم عليه السلام طريقة خامسة عملية مثل الرابعة وكلنها تغايرها وهى تحطيم الأصنام ولم يكتمهم انتقادة لعبادتهم ( ما هذه التماثيل التي انتم عاكفون قالوا وجدنا إباءنا لها عابدين ) ( سورة الأنبياء الآية " 52 - 53 " )
فما كان حجتهم إلا صنيع الإباء والأجداد عندئذ إبان خطأهم وخطأ من قبلهم ( ولقد كنتم وآباؤكم فى ضلال مبين ) ( سورة الأنبياء الآية " 54 " )
واى ضلال اشد ممن يدعو من لا يسمعه ولا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون ولا ينفعونهم شيئا ولا يضرون ( هل يسمعونكم إذ تدعون ، أو ينفعونكم أو يضرون ) ( سورة الشعراء الآية " 72 - 73 " )
شتان ما بين أصنامهم الجوامد وبين المعبود بحق سبحانه ( الذي خلقني فهو يهدين ، والذي هو يطعمني ويسقين ، وإذا مرضت فهو يشفين ، والذي يميتنى ثم يحيين ، والذي اطمع إن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ) ( سورة الشعراء الآية " 78 - 82 " )
وبدأت تساورهم فى اعتقادهم الريبة ولكنهم سألوا إبراهيم هذا السؤال الذي لا جدوى منه سوى إطالة الجدل ( قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين قال بل ربكم رب السموات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذالكم من الشاهدين وتالله لاكيدن أصنامكم بعد إن تولوا مدبرين ) ( سورة الأنبياء الآية " 55 - 57 " ) ثم أجابهم إبراهيم بان المسألة ليست محل ملاعبة وهدد مبينا عزمة على تحطيم أصنامهم وكان لهم عيد يذهبون إليه فى كل عام مرة إلى خارج البلد فدعاه أبوه ليحضره فقال أنى سقيم أراد إن نفسه غير مرتاحة إلى معبوداتهم فلما كان يوم العيد وخرجوا من المدينة ( راغ إلى ألهتهم ) اى ذهب إلى معبدهم فى عجلة واستخفاء فرأى الأصنام فى بهو واسع ورأى بين أيديها ألوانا من الأطعمة قدمها إليها الناس بمناسبة العيد وكانت عادة من نصيب السدنة ( خدمة المعبد ) يأكلونها بعد انفضاض الاحتفال فقال إبراهيم عليه السلام للأصنام : ( إلا تأكلون ) فلم تحر جوابا
فقال : ( مالكم لا تنطقون ) ثم شرع يحطم الأصنام بقدوم صلبة حتى صارت قطعا قطعا ما عدا صنما كبيرا أبقى عليه ووضع القدوم فى يده وقال ( لعلهم إليه يرجعون ) وعادو من عيدهم وفوجئوا بمشهد لم يكن فى حسبانهم ولم يقولوا قد بدا وجه الحق وانماز الكذب من الصدق فهلموا إلى الأيمان الصحيح والاعتقاد السليم وإنما صاروا يسألون عن الفاعل فقال فريق منهم : سمعنا فتى يذكرهم بالعيب والتنقيص والازدراء يقال له إبراهيم
( قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون ) يرون ما سوف يحل به من عقوبة
( قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم ؟ )
قال
( بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون )
ويا لها من حجة دامغة قد صفعهم بها صفعة نبهتهم من غفلتهم فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون فقالوا أنكم انتم الظالمون أتعبدون ما تنجرون من أخشاب أو تنحتون من حجارة ؟
ثم تذكروا حال أصنامهم فقالوا لإبراهيم : لقد علمت أنها لا تنطق فكيف نسألها ؟
هنا يتيحون لإبراهيم المجال ليقع فيهم وفيما عبدوا من حجارة وأخشاب لا تسمع ولا تبصر ولا تقدر إن تحمى نفسها فيقول : ( أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا تضركم أف لكم وما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون ) ( سورة الأنبياء الآية " 66 - 67 " )
ولقد نكسوا فى الفتنة وبدلا من إن يتركوا عبادة الأصنام أخذتهم العزة بالإثم وعزموا على قتله ليكون عبرة لك من تسول له نفسه الاجتراء على مقدساتهم الباطلة ( قالوا حرقوه وانصروا ألهتكم إن كنتم غافلين ) فجمعوا حطبا كثيرا فى واد من الأودية ومكثوا مدة يجمعونه حتى إن المرآة الكافرة منهم كانت إذا مرضت تنذر لئن عوفيت لتحملن الحطب للمساهمة فى حرق إبراهيم ثم أوقدوا النار فتأججت وعلا لها شرار لم ير مثله قط
ثم اخذوا يقيدون إبراهيم عليه السلام ويكتفونه وهو يقول :
لا اله إلا أنت سبحانك رب العالمين . لك الحمد ولك الملك . لا شريك لك
ووضعوه فى كفة المنجنيق مقيدا مكتوفا والقوا به فى النار فقال : حسبنا الله ونعم الوكيل
وبينما هو فى الهواء قال له جبريل عليه السلام يا إبراهيم ألك حاجة ؟ فقال إبراهيم : إما منك فلا
فقال الله عز وجل ( يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ) فلم تحرق النار إلا الوثاق الذي قيدوه به وانبت الله تعالى له روضة خضراء وقال أبوه تارح لما رآه على تلك ألحاله : نعم الرب ربك يا إبراهيم
وقالت له اميلة ( أمه ) يا بنى أنى أريد إن أجئ أليك فأدع الله إن ينجيني من حر النار حولك
فقال : نعم فأقبلت إليه لا يمسها شئ من حر النار فلما وصلت إليه اعتنقته وقبلته ثم عادت ومكث إبراهيم قرابة أربعين يوما والناس ينظرون إليه ولا يقدرون إن يصلوا إلى حيث هو وقال إبراهيم عليه السلام : ما كنت أياما وليالي أطيب عيشا إذ كنت فيها ووددت إن عيشي وحياتي كلها مثل إذ كنت فيها
( فأرادوا به كيدا فجعلناهم ألاسفلين )
ويعجب المرء كيف لم يؤمنوا كلهم أجمعين بعد هذا الموقف ؟
على انه كان نمروذ بن كنعان كان يضرب بيد من حديد كل من كان يفكر بتغيير أو تبديل فى معتقدة لأنه كان يدعى انه هو الرب الأعلى واله الآلهة وقد استدعى إليه إبراهيم الخليل وتجالسا معا إما هو فلعله إن يستميل إبراهيم ليكف عن تهديم العقيدة الوثنية وإما إبراهيم عليه السلام فأراد إن يناظر النمروذ ليفحمه وكذلك صنع ( الم تر إلى الذي حاج إبراهيم فى ربه إن أتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربى الذي يحي ويميت قال أنا أحيى وأميت قال إبراهيم فأن ربى الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدى القوم الظالمين ) ( سورة البقرة الآية " 258 " )
وذلك هو النمروذ الذي لقي سيدنا إبراهيم بعد نجاته من النار وأراد إلا يعتبر وأراد إن يجادل بالباطل وليس من سند حق إنما سنده القوة والملك وقال النمروذ أنا أيضا احي وأميت لأنه إن شاء بم تمتد يده إلى مواطن عنده بشر فكأنه أحياه بزعمة وان شاء فى ظنه أمات من يشاء وبعد ذلك يترك إبراهيم عليه السلام بابل إلى أور الكلدانيين ثم حران وكلها من مماليك النمروذ ثم رحل إلى فلسطين يصحبه زوجته سارة وابن اخية لوط
وامضي سحابة عمره عليه السلام يدعوا إلى الله عز وجل أهل فلسطين ومصر ومن على طريق الحجاز فى همة لا تعرف كللا ولا مللا وحق فيه قول ربنا جل جلاله ( إن إبراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين ، شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم ، وأتيناه فى الدنيا حسنة وانه فى الآخرة لمن الصالحين ) ( سورة النحل الآية " 120 - 122 " )
ومات إبراهيم الخليل عليه السلام وهو قريب من المائتين وكانت زوجه سارة قد سبقته إلى الرفيق الأعلى وكان عمرها مائة وسبعا وعشرين سنة فدفنت فى بلدة حبرون التي تسمى مدينة الخليل فلما توفيت تزوج قنطورا بنت يقطن الكنعانية فولدت له ست بنين وبعدها تزوج حجون بنت أمين فولدت له خمسة ولما توفى إبراهيم عليه السلام دفن إلى جوار امرأته سارة التي هي ابنة عمه هاران
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

نانى ,وبوسى
شكرا لمروركم الجميل الذى اسعدنى
سلمتم وسلمت جوارحكم